وقفات مع حج عام 1432هـ
الحمد لله الذي وفقنا ومنَّ علينا بحج هذا العام 1432هـ ، وله الحمد في الأولى والآخرة
ومع إنتهاء مناسك الحج تجمعت بين يدي عدة نقاط أو "وقفات" حاولت أن أقف عليها وأفسر أحداثها وأجد تعليلات لها ولعلي أجد حلولا جذرية لهذه الوقفات 00
وقفة مع الإفتراش :
يقصد بالإفتراش عملية الحجاج الغير نظاميين الذين يفترشون الطرقات والشوارع والجسور ، وهم بهذا العمل يكونون عقبة كئود لسير الخدمات وسير الحركة المرورية والحركة الراجلة من قبل الحجاج النظاميين ومن قبل المسئولين عن النظام وعن الخدمات 0
وهذا كلام في مجمله صحيح ولكن بصراحة لو نظرنا إلى صعيد عرفات ولعلك تراه واضحا في هذا المقطع
لوجدنا أن المفترشين ليسوا فقط من الحجاج الغير نظاميين بل أيضا الحجاج النظاميين والذين أتوا مع الحملات الداخلية أو الخارجية فكثيرا منهم لا يجلسون في خيمهم خاصة على صعيد عرفات وعلى أرض مزدلفة فهم في عرفات يتنقلون بحثا عن جبل الرحمة وذهابا لمسجد نمرة ويتمتعون بروحانية على الصعيد فتجدهم يفترشون الطرقات ، وأما على مزدلفة فكثير من الحجاج النظاميين أو الحجاج الآسيويين يحبون أن يذهبوا لمزدلفة مشيا على الأقدام ويفضلون النوم في أي مكان في مزدلفة فيفترشون وهذا يوضحه المقطع التالي
وأجد الحل أن يكون هناك مكان واسع ومحدد يسمح فيه بالإفتراش ويكون بعيدا عن الشوارع الرئيسية لأننا بهذا نكون قد وفقنا بين عدم إمكانية منع الإفتراش وبين الإفتراش المذموم
وقفة مع الجمرات :
إن وضع الجمرات بهذا الكيان الحالي لهو مفخرة للملكة فالجمرات الآن على خمس طوابق وتتسع لعدد كبير من الحجاج ولكن مايعكر الصفو أن على الحاج أن يذهب لمسافة 4 كم تقريبا لكي يصل لبداية الجمرات ثم يرمي ويعود من طريق آخر وهذا فيه إرهاق لكبار السن وللشباب أيضا
ولعل هذا المقطع يفصح عن الجمال في مبنى الجمرات وعن المسافة الطويلة التي لا بد أن نقطعها إيابا وذهابا
وقفة مع إزدحام شوارع مكة :
لنقل الحقيقة فشوارع مكة لم تشهد إزدحام ملموس إلا في يوم النفرة وهو يوم 12 حيث يكون أغلب الحجاج وعلى الرواية الرسمية أن 70% تعجلوا ، فشيء طبيعي أن تزدحم الشوارع وتكتظ وتعج بالسيارات والحافلات ، ولكن غير الطبيعي أن يكون الطريق الدائري الذي لا تتوسطه إشارة أن تتوقف الحركة فيه وتصبح شبه مشلولة
وهذا مقطع لشارع في حي المنصور
وقفة مع حجاج الدول العربية :
شيء طبيعي وبديهي أن يقل عدد الحجاج من الدول العربية التي شهدت إنتفاضات مباركة ، ومن ضمنها يمننا الحبيب ، ونسـأل الله أن يمن على اليمن الحبيب بالنصر المبين وأن يزداد عدد الحجاج في حج العام القادم 1433هـ ، وفرحت جدا برؤية حجاج أهلنا في ليبيا وخاصة عندما رأيت العلم الجديد الجميل والاسم الخفيف جمهورية ليبيا بينما العام الماضي كنت أتعب في قرائتها "الجمهورية العربية الإشتراكية الديمقراطية العظمى"
وفي الختام نشكر الحكومة السعودية الموفقة على جهدها الواضح الجلي في خدمة ضيوف الرحمن وعلى الخدمات الجليلة الكبيرة الموفقة